تعمل قبرص على تسريع جهودها للانضمام إلى منطقة شنجن بحلول نهاية عام 2025. يهدف هذا الإنجاز إلى ترسيخ الجزيرة داخل أوروبا، مما يسمح بالسفر بدون تأشيرة وتعزيز السياحة والتجارة. وكجزء من التزامها، حققت البلاد بالفعل تقدماً كبيراً نحو الوفاء بمتطلبات عضوية شنجن.
قبرص ونظام SIS
أكد الرئيس نيكوس خريستودوليدس على عزم الحكومة على تلبية جميع المتطلبات الفنية والقانونية. وبذلك، تهدف الدولة إلى تلبية معايير شنجن مع ضمان المزايا الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها. في البداية، تعمل قبرص ضمن نظام شنجن للمعلومات (SIS) منذ 25 يوليو 2023. يعزز هذا الاندماج التعاون في مجال إنفاذ القانون ويعزز أمن الحدود، ويجعل البلد متوائماً مع دول شنجن الأخرى. من خلال مرافق نظام معلومات شنجن، تستطيع قبرص إصدار تنبيهات بشأن الأشخاص أو الأشياء في منطقة شنجن. يمكن أن يتراوح ذلك بين الوثائق المفقودة والمشتبه في ارتكابهم جرائم وضحايا الاتجار بالبشر.
القضايا الجيوسياسية في قبرص
على الرغم من الإنجاز الذي حققه نظام شينجن، لا تزال قبرص تواجه تحديات فريدة من نوعها في الوقت الذي تعمل فيه على الانضمام. وتتمثل إحدى المشاكل الرئيسية في استمرار انقسام الجزيرة، مما يعقد الامتثال لقواعد شنغن. يفصل الخط الأخضر، الذي تراقبه الأمم المتحدة، جمهورية قبرص في الجنوب عن جمهورية شمال قبرص التركية في الشمال. عند الانضمام، يمكن أن يصبح الخط الأخضر حدوداً خارجية للاتحاد الأوروبي، مما يستلزم تعديلات لوجستية وسياسية كبيرة. وعلى وجه التحديد، ستحتاج المنطقتان إلى تنفيذ عمليات فحص جوازات السفر عند نقاط العبور الحدودية. بالإضافة إلى ذلك، قد تحتاج قبرص أيضاً إلى إجراء تغييرات على لائحة الخط الأخضر. وثمة خيار آخر يتمثل في تأخير انضمامها إلى اتفاقية شنجن، وربما تضع نفسها في وضع “الدرجة الثانية” في الاتحاد الأوروبي. وذلك لأن عضوية الاتحاد الأوروبي وعضوية منطقة الشنغن كلاهما ضروريان للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
تطورات الاتحاد الأوروبي
بالإضافة إلى ذلك، أثار الاتحاد الأوروبي أيضاً مخاوف بشأن قضايا الهجرة ومراقبة الحدود المرتبطة بالوضع الجيوسياسي لقبرص. على الرغم من أن قبرص قد عززت إدارة حدودها، إلا أن النزاعات الإقليمية لا تزال تلقي بظلال من عدم اليقين على مساعيها للانضمام إلى اتفاقية شنغن. وعلى هذا النحو، أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أهمية حل هذه القضايا لضمان تنفيذ بروتوكول شنجن بسلاسة. وفي الوقت نفسه، انضمت بلغاريا ورومانيا العضوان الآخران في الاتحاد الأوروبي رسميًا إلى منطقة شنجن اعتبارًا من 1 يناير 2025. وعلى وجه الخصوص، عالجت هذه الدول مخاوف محددة تتعلق بالهجرة والأمن لتأمين انضمامها. وبالمقارنة، يجب على قبرص إيجاد توازن بين وضعها الجيوسياسي الفريد واستعداداتها التقنية.
التوقعات بالنسبة لقبرص
على الرغم من هذه العقبات، لا تزال قبرص متفائلة بشأن طموحاتها في شنغن. وتقوم الحكومة بوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات الفنية، بما في ذلك التحسينات الأمنية على الحدود والامتثال لمعايير تقييم شنغن. وعلاوة على ذلك، تهدف الاتصالات الدبلوماسية مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي إلى بناء توافق في الآراء ومعالجة المخاوف العالقة بشأن تقسيم الجزيرة. ينطوي انضمام قبرص إلى شنغن على فوائد محتملة كبيرة. فمن شأن السفر بدون تأشيرة عبر دول الشنغن أن يسهل على المواطنين السفر، مما يجذب المزيد من السياح ويعزز اقتصاد الجزيرة. كما أن تعزيز الاتصال سيسهل أيضاً التبادل التجاري والثقافي، مما يزيد من اندماج قبرص في المجتمع الأوروبي. تؤكد هذه المزايا على السبب الذي يجعل الحكومة تعتبر الانضمام أولوية وطنية.
تصوير أثينا فريكي على أنسبلاش