ضوابط شنغن الحدودية الجديدة تعطل حركة السفر الأوروبية

أعادت العديد من دول شنغن عمليات التفتيش على الحدود الداخلية، مما أدى إلى تعطيل السفر السلس عبر أوروبا.

ضوابط شنغن الحدودية الجديدة تعطل حركة السفر الأوروبية featured image

زيادة الرقابة على الحدود الداخلية

تشهد منطقة شينجن تحولًا كبيرًا. وعلى وجه التحديد، تقوم بعض الدول الأعضاء بإعادة فرض ضوابط على الحدود الداخلية. وقد أعاد عدد منها فرض الضوابط بسبب قضايا الأمن والهجرة. ونتيجة لذلك، قد يحتاج المسافرون في أوروبا إلى الاستعداد لمواجهة الاضطرابات.

وبشكل عام، لا تتماشى هذه الخطوة مع القيم الأساسية لاتفاقية شنغن. وبالتالي، يجب على المسافرين أن يخططوا لرحلاتهم بعناية أكبر في المستقبل.

الدول التي تعيد العمل بفحوصات الحدود

على وجه الخصوص، انضمت ألمانيا إلى النمسا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك وهولندا والنرويج وبلغاريا في استعادة الضوابط الداخلية. والجدير بالذكر أن النمسا مددت الضوابط على حدودها مع سلوفينيا والمجر. يمكن للمسافرين توقع استمرار هذه الإجراءات حتى نوفمبر 2025 على الأقل.

وفي الوقت نفسه، تواصل فرنسا عمليات التفتيش بالقرب من الحدود الإيطالية. وبالمثل، أعادت ألمانيا فرض الضوابط مع بولندا وجمهورية التشيك. على الرغم من أن هذه الإجراءات مؤقتة رسميًا، إلا أن هذه التمديدات تثير تساؤلات حول مستقبل حرية الحركة في أوروبا.

لماذا تعود الشيكات الحدودية؟

وتشير الحكومات إلى تزايد الهجرة غير النظامية والتهديدات الأمنية كدوافع رئيسية لها. فعلى سبيل المثال، ازدادت تدفقات الهجرة عبر البلقان بشكل حاد. وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال النشاط الإجرامي عبر الحدود والإرهاب يشكلان مصدر قلق مستمر. لذلك، ترى وزارات الداخلية أن هذه الضوابط ضرورية للحفاظ على السلامة العامة.

وذكر وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر أن الهدف هو “الحد من الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذا النهج يقوض الوحدة الأوروبية وحرية التنقل.

التأثير على المسافرين والسياحة

بالنسبة للسائحين، تعني عودة الرقابة على الحدود تأخيرات وتعطيلات محتملة. قد يواجه أولئك الذين يسافرون في رحلات برية عفوية محطات تفتيش غير متوقعة. وفي الوقت نفسه، قد يحتاج المسافرون الذين يعبرون النمسا أو المجر أو سلوفينيا إلى إبراز وثائق هوية ووثائق مركبة صالحة.

ونتيجة لذلك، تحذر وكالات السفر من طول فترات الانتظار على الحدود. كما تنصح المسافرين بالاستعداد لتدقيق أكثر صرامة. على الرغم من أنه من غير المرجح أن تمنع الدول الأعضاء مواطني دول الاتحاد الأوروبي من الدخول، إلا أن التجربة لم تعد خالية من الاحتكاك.

وعلاوة على ذلك، يشعر مسؤولو السياحة بالقلق من أن المتاعب الإضافية قد تثبط الزيارات عبر الحدود. وهذا بدوره قد يؤثر على الاقتصادات المحلية التي تعتمد على عائدات السياحة.

مخاوف بشأن مستقبل شينجن

أعرب وزير العدل السويسري بيت يانس عن قلقه من تزايد عدد عمليات التفتيش على الحدود الداخلية. فهو يخشى أن يؤدي ذلك إلى إضعاف أسس شنغن. وتردد مخاوفه صدى مخاوف العديد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يرون أن الضوابط ذات دوافع سياسية وليست قائمة على أدلة.

وفي حين أن الأمن القومي أمر بالغ الأهمية، يرى المنتقدون أن التدابير الحدودية يجب أن تكون متناسبة ومؤقتة. ومع وجود أنظمة حدودية متداخلة وقواعد متفاوتة، يواجه المسافرون حالة متزايدة من عدم اليقين عبر ما كان في السابق منطقة مفتوحة.

الاستعداد لمشهد السفر الجديد

في الوقت الحالي، يجب على المسافرين البقاء على اطلاع. قبل المغادرة، يجب عليهم التحقق من سياسات الحدود الرسمية والتخطيط لوقت إضافي عند المعابر. علاوة على ذلك، يجب أن يحملوا دائماً جواز سفر أو بطاقة هوية وطنية سارية المفعول، حتى في الرحلات القصيرة عبر الحدود.

وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات غير مريحة، إلا أنها تعكس تحولاً في أوروبا. والزمن وحده هو الذي سيكشف ما إذا كان وعد شنغن بالحدود المفتوحة سيصمد في هذه الحقبة من السيطرة الوطنية.

الصورة من تصوير جورج إيرمان على أونسبلاش

مقالات ذات صلة